الخميس، 3 مارس 2011

طائرات ومرتزقة القذافي, خيول مبارك وميليشيات بن علي... تجارب الزعماء على شعوبهم


العربي الوسلاتي - التاريخ يعيد نفسه,يوم سقط بن علي تدفقت على كافة المدن التونسية فيالق من الميلشيات والعصابات لم نعلم عنها شيئا سوى أنها من أتباع أتباع بن علي, بعدها بأيام ابتدع الديكتاتور حسني مبارك طريقة جديدة لطمس معالم ثورة شعبه وقتلها في المهد فكانت واقعة الجمل والخيول بعد أن خرج أكثر من مناصر للفرعون المصري على جمال وخيول في لقطة أشبه بغزوات الفتوحات الأسلامية..بأكثر وقاحة أطل علينا المجرم الليبي معمر القذافي بسياسة جديدة من سياسات المرتزقة وجند شعب إفريقيا الفقير بأكمله لقمع شعبه...
بن علي ومبارك والقذافي جميعهم تتلمذ على يد الشيطان...هم جمعوا بينهم 95 سنة من الظلم والقهر والاستبداد والحصيلة مرجحة للارتفاع طالما أن ذيول الأنظمة السابقة (القذافي في حكم المخلوع) ومرتزقتهم يصرون على الالتفاف على الثورة وسحب الانجاز من شعوب كسرت حاجز الصمت وأبت إلا أن تغير تاريخها وتعيد خط سطوره من جديد...
النموذج التونسي يبدو فريدا من نوعه لأنه صاحب الريادة والمبادرة غير أن ما سجلناه خلال الأيام القليلة الماضية يبعث حقا على الدهشة, فعبدة النار في تونس ليسوا من التشاد أو النيجر ولا يمتطون الجمال والخيول ولكنهم أشبه بعصابات المافيا التي تتاجر بالبشر, سيناريو مغاير حبكته مجموعة من الخارجين عن القانون التي استغلت فقر وحاجة بعض الجهات واستمالت أبناءها وذويها لحرق وخرب ونهب ما تبقى من عزة هذا الوطن...
الأحداث التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة نهاية الأسبوع الفارط أثبتت فيها التحقيقات الأولية أن "بلطجية" العاصمة كان أغلبهم من المناطق الداخلية في البلاد وجلهم لم يتجاوز بعد سن العشرين سلاحهم الوحيد حقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء والبقية يتكفل به "بلطجية" الصف الأول الذين يوفرون المال والعتاد والحافلات تحت غطاء قافلات الحرية المتجهة إلى ساحة القصبة. عينة من الشباب الذي تم اعتقاله في الأحداث الأخيرة أكد انه تم اقتياده من أحدى المقاهي بولاية مدنين على أساس انه سيتوجه إلى العاصمة للمشاركة في قافلة الحرية وقد ذكر "المسكين" انه تسلم مقابل مادي نظير موافقته على الرحلة وفي الحافلة تم تسليحه بالعتاد اللازم لغزو العاصمة...هذه البلطجية بحوزتها مناشير هي عبارة عن جدول أعمال للتخريب والتكسير والحرق خلال فترة إقامتها بالعاصمة "وكل يوم بأجرو"...
الدعوة إلى الدمار والخراب باتت مفتوحة والجرم المفضوح لم يعد حكرا على "باندية" الأمس أو تحت جنح الظلام وكابوس الأرض المحروقة عاد ليلامس ارض الواقع من جديد والغريب وان أصابع الاتهام تلاحق سراب بعض الأسماء التي تحظى بحصانة نافذة المفعول وتحيط بها الأسلاك الشائكة لذا يبدو من الخطر الاقتراب منها...
كان يمكن أن يكون الأمر مجرد خرق لبعض أجهزة الدولة أو تشويش من بعض الخارجين عن القانون لكن أن يعبث "كمشة" من اللصوص بهيبة البلاد وان تخدش وزارة الداخلية في كبريائها على مرآى ومسمع من رجالاتها وعلى مقربة من جيشنا الذي هو حماة الوطن فهذا أخطر ما في الأمر...ملابسات الواقعة تبدو غامضة ومبهمة جدا لان ما حدث لم يكن ليحصل لولا تخطيط محكم و تواطؤ من بعض الأطراف...الجيش التزم الحياد والشرطة افتقدت إلى السلاح والعتاد فاختلت موازين القوى وحصل ما حصل...
عودة الهدوء إلى شوارع العاصمة لا يعني بالضرورة أن الأمور عادت إلى طبيعتها وان المجرمين قنتوا من وعود ليلي وكنوزها لان حالة الترقب هذه تنبئ بانفجار جديد للأوضاع طالما أن رجال الشرطة الطرف الأول المسئول عن حماية المواطن اشتكوا من عدم تمكينهم من وسائل الدفاع عن انفسهم و ردع تدخلات المجرمين الخطيرة ونحن مدعوون جميعا للالتزام اليقظة لان ما غرس من بذور الفساد والإجرام طيلة 23 سنة لا يمكن قبره بين عشية وضحاها ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مسجد آيا صوفيا

بالصور.. ‏آلاف يقيمون صلاة الفجر الثانية في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، الذي . افتُتح للصلاة أمام النّاس الجمعة الماضية بعد 86 عاماً من ت...