الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

أنطونيو غاوديAntonio Gaudí المهندس المعماري الإسباني الشهير

كازا ميلا


"أنطونيوغاودي"ولد في قريةReus"روس" 1852 وتوفي ببرشلونة 1926 مهندس معماري كتالاني ذو شخصية قوية لامعة، والأكثر أوريجينالية بين المعاصرين، خصيب الإبداع، مبتكر لأشكال غريبة حين يمزج عدة فنون مع بعضها البعض ليخترع منها نموذجاً غاودينياً غرائبياً ساحراً. لقد مزج غاودي ما بين الواقع التاريخي كما كان والفن التعبيري المعاصر مع المدرسة الطبيعية في أعمال أستاذية تحفل بها اليوم برشلونة وما يحيط بها من مدن وقري صغيرة.

من أول الأعمال الإبداعية لغاودي، هو بيت للإقامة فيه من البساطة في البناء المستوحاة من الهندسة المعمارية الاسلامية. يتضمن المشروع الأساسي حديقة كبيرة، وهو مبني بالحجارة والقرميد والبلاط القيشاني. واكثر مايتميز به غرفة المدخنين، وغرفة الطعام والنوافذ المشبكة النباتية الشكل المطلة علي الشارع، وقد بناه (1883 ــ 1888). من أعمال غاودي ايضاً بناية غويل Palacio Güellوحديقة غويل وكاتدرائية العائلة المقدسة وأبنية أخري كثيرة. اعتمد غاودي في هندسته علي الديكور الشرقي الإسلامي (الأقواس، القباب، النوافذ المشبكة، الموزاييك والزجاج الملون).
الفن الغاوديني يتميز بالمزج بين الفن المعماري الإسلامي والفن المعماري القوطي
gothique(الذي يعتمد علي الزخرفة كثيراً) أبنية مكعبة الحجم ذات طوابق مربعة الشكل وأبراج رشيقة عالية فيها من التأثر بقلاع العصور الوسطي، بالإضافة إلي الطبوغرافية النباتية.

اشتهر غاودي في أنحاء أوربا حاملاً سمعة عالية بوصفه ممثل العمارة الإسبانية الحديثة. وقد أتاح له مفهوم الفن الجديد أن يتخلى عن قواعد عمارة الماضي ونظمها، ولكن ضمن مفهوم الأصالة الإسبانية، فاستوحى من العمارة الإسلامية الأندلسية مفهوم اندماج العمارة بالزخرفة الداخلية، كما الأمر في قصر الحمراء[ر] في غرناطة، وهو يرى أن العمارة كتلة مجسمة متعاضدة العناصر، متداخلة مع النحت، وسعى إلى تأليف عمارة تكون محصلة للفنون التشكيلية، وبذلك تمسك بالانفصال عن النزعات المعمارية الأكاديمية أو الكلاسية المحدثة[ر] néo- classique. ويعد غاودي فناناً صوفياً مشبعاً بالعاطفة الشعبية، فهو مصور عمراني ومهندس إنشائي يؤمن بأن العالم الشاعري وحده هو السائد، لأنه يسمح بإثارة التخيلات.
أنشأ غاودي بين الأعوام 1905ـ 1910 عمارة كازا ميلا التي اشتُهرت بتكويناتها المتموجة الضخمة، وهو بناء حجري مزين في واجهاته بحواجز الشرفات المعدنية التي تزيد من الشعور بحركية العمارة، ويعد هذا البناء ذروة ما أبدعه غاودي، وغالباً ما كتب عنه النقاد بإعجاب، وببعض النقد أحياناً. وعُدَّت مثالاً للحرية الإبداعية في العمارة.

في السنوات 1900ـ 1914؛ قام غاودي بإنشاء حديقة غول Parc Güell، وهي واحدة من عروض الكونت غول ومطالبه. ويعد هذا المشروع من أكثر أعمال عصره ثورية، فلقد ابتكر في هذا المشروع أسلوباً جديداً، فكان البناء مجموعة منعطفات متلاحمة وطبيعة جبال بيلادا Pelada، ولاسيما قمة شوف، وقد تداخلت والمشهد الطبيعي المؤلف من مصاطب ملتوية، وكان يعتقد أن الخط المستقيم لا وجود له في الطبيعة، بل لا يتماشى وخطوط الإنسان التي تبقى مجموعة منحنيات، ولأن هذه الحديقة مخصصة للإنسان فهي جديرة بأن تحقق بيئة حرة تساعد على توفير الانسجام البشري وواقع هذه الحديقة.

لقد كان العامل الطبيعي الملتوي فرصة لتوزيع ستين دارة (فيلا) villa فوق مدرجات الجبل متطابقة ومشرفة على السهل ومتوضعة على شرفات واسعة طبيعية أو مصاطب جبلية، وقد تداخل وتماهى بعضها في بعض، وظهرت بمشهد خلاب تتآخى فيه الطبيعة مع العمارة، مع بقع ملونة من بلاطات الخزف، مما جعل هذا المشروع عملاً متعدد المزايا، فثمة وحدة عضوية وبيئة جمالية جذابة تضافرت في وصفها صخور الجبال وخضرة النباتات وطرافة العمارة وبهاؤها، إلى جانب براعة عمرانية تفسح للإنسان مجال الحركة الحرة والتمتع الدائم، ويعد هذا العمل أروع نموذج للفن الجديد امتاز بتوظيف الطبيعة اقتداءً بمقاييسها الجمالية لتحقيق الوظائف السكنية والجمالية والنفعية للإنسان.

أمَّا الرائعة الأهم التي أبدعها غاودي فهي كاتدرائية ساغرادا فاميليا، مع أنه توفي قبل إكمالها نهائياً، وقد استوحى عمارة هذه الكاتدرائية من عناصر البحر، فجميع خمائل الأبراج صيغت على هيئة الأصداف والأمواج البحرية، وكانت هذه العمارة موضع إعجاب الشاعر لوركا والفنان الإسباني دالي.

اشتهر غاودي في أنحاء أوربا حاملاً سمعة عالية بوصفه ممثل العمارة الإسبانية الحديثة. وقد أتاح له مفهوم الفن الجديد أن يتخلى عن قواعد عمارة الماضي ونظمها، ولكن ضمن مفهوم الأصالة الإسبانية، فاستوحى من العمارة الإسلامية الأندلسية مفهوم اندماج العمارة بالزخرفة الداخلية، كما الأمر في قصر الحمراء[ر] في غرناطة، وهو يرى أن العمارة كتلة مجسمة متعاضدة العناصر، متداخلة مع النحت، وسعى إلى تأليف عمارة تكون محصلة للفنون التشكيلية، وبذلك تمسك بالانفصال عن النزعات المعمارية الأكاديمية أو الكلاسية المحدثة[ر] néo- classique. ويعد غاودي فناناً صوفياً مشبعاً بالعاطفة الشعبية، فهو مصور عمراني ومهندس إنشائي يؤمن بأن العالم الشاعري وحده هو السائد، لأنه يسمح بإثارة التخيلات.

تنحصر أعمال غاودي المعمارية في إسبانيا وحسب، وفي برشلونة خاصة، وهي تحدد مراحل تطوره بدءاً من أسلوب القرون الوسطى أو القوطي gothique المحدث الذي توضح في عمارة قصر استورغا Astorga، وصولاً إلى أسلوبه الخاص الذي تمثل بامتياز في عمارة كازا ميلا Casa Mila، وفي كاتدرائية ساغرادا فاميليا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مسجد آيا صوفيا

بالصور.. ‏آلاف يقيمون صلاة الفجر الثانية في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، الذي . افتُتح للصلاة أمام النّاس الجمعة الماضية بعد 86 عاماً من ت...