الأربعاء، 19 يناير 2011

الثورة التونسية



قال الله تعالي:" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " سورة الرعد الآية 11 .
الآية
الكريمة تدل علي أن الله تبارك وتعالي بكمل عدله وحكمته لا يغير ما بقوم من خير إلي شر و لا من شر إلي خير حتي يغير ما بأنفسهم.

ويقول الشاعر أبو القاسم الشابي:

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وثار الشعب التونسي من أجل الحرية والكرامة وحقق مبتغاه ولكن المسيرة مازالة طويلة لإعادة البناء والترميم وسأقوم من خلال مدونتي هذه بمواكبة التطورات علي كل الأصعدة و كل جديد وإن كانت مدونتي تهتم بالسياحة والآثار وتعريف لمختلف الدول إلا أني سأتولي تعريف وطني العزيز"
تونس "من خلال أهم الأحداث وآراء نخبة الشعب التونسي .

بیان محمد الأوسط العیاري إلى الشعب التونسي:

علمنا التاریخ خطئا أن انتفاضات الشعوب و التغییرات الجوھریة العمیقة في
...
المجتمعات إنما ھي ثمرة جھود تبذلھا النخب المثقفة على مدى عشرات السنین. لكن
الشعب التونسي یثبت لنا الیوم أن ھذا الرأي لیس صائبا تماما و أن التغییر أتى في
ھذه المرة من الشعب الذي قرر بمفرده موعد ھبتھ الجماھیریة.
و إن أي محاولة لإعطاء صغة لما وقع في سیدي بوزید ثم انتشر كالنار في الھشیم
في كافة بقاع الجمھوریة التونسیة ستبوء حتما بالفشل. فالبعض انشغل بكیل المدیح
لموقع ویكیلكس الشھیر لدوره في نشر الحقائق المتعلقة بفساد الفریق الحاكم، فیما
فضل البعض الآخر إطلاق تسمیة "ثورة الانترنت" أو "ثورة الفیسبوك" على
الأحداث التي وقعت. و رغم أن البعض وصف الھبة الجماھیریة "بثورة الیاسمین"،
فمن المؤكد أن الشعب التونسي و التاریخ معا كفیلان بإسناد التسمیة الصحیحة
بثورة الشعب التونسي المبارك.
لقد وقعت ثورات شعبیة كثیرة في العالم، و في الكثیر منھا نجح بعض الخطباء و
الفصحاء و المفكرین في سرقة الأضواء و نسبوا الثورة إلى أنفسھم، بینما ھم أبعد
ما یكون عن الدوافع الحقیقیة التي أفرزت تلك الثورات، و ھي التعطش إلى حیاة
و مستقبل أفضل و التوق إلى المساواة. و مھما ادعى المفكرون و النخبة المثقفة
أنھم ھم من أوقد فتیل الثورات في روسیا و فرنسا و إیران و غیرھا من الدول،
فإن ذلك لا یمكن أن ینطلي على من یعرف جیدا أن تلك الثورات، التي ناشدت
الخلاص، انطلقت من الشعب و لأجلھا.
من المعلوم أن ما یجعل الفوضى تجد طریقا لھا إلى مجتمع ما ،ھو تلك النكسات و
الھزائم التي تظل تنخر في الجسد الاقتصادي و العلمي و الاجتماعي لتلك
المجتمعات. إن حالة عدم الاستقرار الاجتماعي ذات انعكاسات خطیرة على
المجتمعات، و من ثمة فإن من لا یحب الخیر للتونسیین ومن یسعى إلى حرمانھم
من الدیمقراطیة من مصلحتھ بث الذعر و الرعب و الفوضى في البلد. لذا فإننا
ندعو الشعب التونسي إلى توخي الحذر الشدید و الیقظة و أن لا یترك زخم ثورتھ
یتلاشى و یفقد بریقھ.
یجب أن یعلم التونسیون أن الدول المجاورة لتونس تساندھم في ثورتھم رغم تحفظھا
على اندفاعھم وسعیھم لاجتثاث النظام السابق نھائیا . كما یجب علیھم أن یعلموا أن
الفراغ السیاسي في ھذه الفترة العصیبة لیس في مصلحتھم و لا في مصلحة
الأنظمة المجاورة، و من ثمة وجب ملء ھذا الفراغ فورا و الانتقال إلى الحكم
المدني الذي یضمن الأمن لھم و لجیرانھم.
..............
وسنواصل بقية الرسالة في مقالة أخري

الدكتور محمد الأوسط العیاري

هناك تعليق واحد:

مسجد آيا صوفيا

بالصور.. ‏آلاف يقيمون صلاة الفجر الثانية في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، الذي . افتُتح للصلاة أمام النّاس الجمعة الماضية بعد 86 عاماً من ت...